يمتاز فم الانسان و لسانه خاصة, بوجود نوع معين من الاعضاء التي تسمى ببراعم التذوق Taste buds, والتي تحتوي عل الخلايا الخاصة بحاسة التذوق في الانسان, و ادراك الطعم .
اذ تحتوي براعم التذوق على خلايا و مستقبلات التذوق Taste cells receptors, و تتوزع على اللسان و مقدمة المرئ و الوجنة و مناطق بسيطة اخرى في فم الانسان .
متمثلة ب 5 انواع رئيسية معروفة للتذوق و هي المحفزات الحامضة والحلوة والمرّة ومحفزات أومامي, تقوم خلايا التذوق على التفاعل مع المواد الكيميائية الواردة في الطعام , تعمل في مجموعات من 50-150, تشكل كل مجموعة من هذه المجموعات برعم تذوق ، يتم تجميعه مع براعم التذوق الأخرى لتشكيل ما يسمى بحليمات التذوق Taste papillae .
تستخدم براعم التذوق ثلاثة أنواع : تعمل خلايا النوع الأول كخلايا داعمة ؛ تكتشف خلايا النوع الثاني المذاق المر والحلو والأومامي ؛ والخلايا من النوع الثالث تكتشف النكهات الحامضة والمالحة , براعم التذوق مغروسة في النسيج الظهاري المغلف للسان وتتصل بالبيئة الخارجية من خلال مسام التذوق Taste pore , حيث يتم تغطية هذه النتوءات بالمخاط الذي يبطن تجويف الفم, تتجدد كل 9-10 أيام.
الحليمات التذوقية تحتوي بعض خلايا المستقبلات على بروتينات على أسطحها ترتبط ببعض المواد الكيميائية من طعامنا ، في حين أن البعض الآخر يحتوي على قنوات أيونية يتم تنشيطها بواسطة مواد كيميائية مختلفة. بمجرد أن يكتشف المستقبل مادة كيميائية معينة ، يتم نقل هذه المعلومات عبر سلسلة من المسارات العصبية إلى الدماغ ، حيث يتم إدراك التذوق .
يمكن أن يختلف عدد حاسة التذوق لدى الناس بشكل كبير. لدى البالغين العاديين ما بين 2000 و 8000 برعم تذوق – بعض الناس لديهم براعم تذوق أقل وأكبر بينما لدى البعض الآخر عدد أكبر بكثير من براعم الذوق .
في نهاياتها الداخلية ، تتشابك خلايا مستقبلات الذوق ، أو تتصل ، مع الخلايا العصبية الحسية الوافدة ، بالخلايا العصبية التي تنقل المعلومات إلى الدماغ. تتشابك كل خلية مستقبلية للتذوق مع عدة عصبونات حسية واردة ، وكل فرع عصبون وارد إلى عدة حليمات طعم ، حيث يتصل كل فرع بالعديد من خلايا المستقبل. تحدث العملية العصبية الحسية الواردة في ثلاثة أعصاب مختلفة تصل إلى الدماغ .
وفي دراسة جديدة في جامعة بوفالو University of Buffalo تم تحديد مجموعة جديدة من خلايا التذوق يمكنها اكتشاف أنواع متعددة من المحفزات. يقول الباحثون المشرفون على هذه الدراسة إن خلايا التذوق يمكن أن تكون انتقائية أو تستجيب بشكل عام للمنبهات ، ويوفر وجود الخلايا الجديدة نظرة ثاقبة حول كيفية إرسال معلومات التذوق إلى الدماغ للمعالجة على عكس معظم خلايا التذوق المعروفة ، والتي تكتشف الأذواق الفردية ،و القادرة على اكتشاف المحفزات الحامضة والحلوة والمرّة ومحفزات أومامي. أفاد فريق بحثي بقيادة كاثرين ميدلر في جامعة بوفالو عن هذا الاكتشاف .
لفهم كيفية اكتشاف خلايا التذوق والإشارة إلى وجود أذواق مختلفة بشكل أفضل ، استخدم الباحثون نموذجًا هندسيًا للفأر للتحقيق في مسارات الإشارات التي تستخدمها الحيوانات لنقل معلومات الذوق إلى الدماغ. اكتشفوا مجموعة فرعية غير معروفة سابقًا من خلايا النوع الثالث التي كانت “تستجيب على نطاق واسع” ويمكن أن تعلن عن محفزات حامضة باستخدام مسار إشارات واحد ، ومنبهات حلوة ومرة ومحفزات أومامي باستخدام محفز آخر .
تم طرح فكرة أن الثدييات قد تمتلك خلايا طعم سريعة الاستجابة على نطاق واسع من قبل مجموعات مختبرية متعددة ، ولكن في السابق ، لم يقم أحد بعزل هذه الخلايا وتحديدها. يعتقد الباحثون أن الخلايا المستجيبة على نطاق واسع تقدم مساهمة كبيرة في قدرتنا على التذوق. يوفر اكتشافهم نظرة جديدة حول كيفية إرسال معلومات التذوق إلى الدماغ للمعالجة ، ويقترح أن براعم التذوق أكثر تعقيدًا بكثير مما نقدره حاليًا .
اقرا ايضاً: الأجنة تعكس ساعتها البيولوجية !
علقت الكاتبة كاثرين ميدلر Kathryn Medler : “يمكن أن تكون خلايا الذوق إما انتقائية أو تستجيب بشكل عام للمنبهات التي تشبه الخلايا الموجودة في الدماغ التي تعالج معلومات التذوق”. ستركز التجارب المستقبلية على فهم كيفية مساهمة خلايا الذوق سريعة الاستجابة في ترميز الذوق .
انشاء و ترجمة و تحرير :-
علي رضا
المصادر :-
