The chemist 4348697776 large

اكتشاف الادوية الجديدة مختبرياً ومراحل تطويرها

العلماء والباحثين في مختلف المختبرات وشركات الادوية العالمية هم في حالة مستمرة من البحث عن ادوية جديدة من اجل انقاذ الكثير من المصابين بأمراض مزمنة ومستعصية، والتي مجموعها أكثر من ثمانية الاف مرض مختلف ولكن المشكلة هو ان لهذه الامراض ليس هنالك علاج جيد حتى الان. لذلك فأن فكرة اكتشاف علاج جديد ليست بالأمر السهل ومكلف مادياً وذلك بعد ان يتم طرح الفكرة من قبل العلماء والباحثين فأن العلاج يحتاج في بعض الأوقات عدة سنين حتى يتم طرحه في الأسواق للبيع. ولكن ما هي الخطوات الكبيرة في اكتشاف الادوية الجديدة وكم هي الكلفة؟

خطوات اكتشاف الادوية:

  • البحث العلمي الأساسي

ان عملية اكتشاف علاج جديد لمرض ما تكون عن طريق مراحل مختلفة، وهذه المراحل تبدأ عن طريق البحث العلمي الذي يحتوي على أمور أساسية وهي الأسباب والعواقب الناتجة عن طريق هذا المرض. هذا البحث يؤدي في بعض الأحيان الي أفكار جديدة من اجل علاج محتمل اكتشافه، وهذه الأفكار يتم تفصيلها بشكل موسع في مرحلة الاكتشاف التي يتم فيها فحص العلاج المحتمل مختبرياً، وخلال هذه المرحلة فان الكثير من هذه الأفكار تسقط.

  • التفاعل مع البروتين

في المرحلة الأولى من البحث عن الادوية يقوم الباحثين والعلماء بتطوير الأفكار التي تم طرحها في بداية الاكتشاف، فانهم سوف يبحثون عن هدف معين داخل الجسم من اجل ربط هذا الدواء فيه وهذا الهدف يكون في الكثير من الأحيان بروتين او أي جزيء يمكنه التفاعل مع الدواء الذي المنتظر منه ان ينتج تأثير شفائي للخلايا المصابة بالمرض. والعلماء والباحثين في هذه المرحلة يعملون مع الخلايا الجسمية ونماذج الكمبيوتر والانسجة المعزولة ومع الحيوانات المختبرية (كالفئران). ولكن السؤال الأهم هو ما إذا كان الهدف يمكن ان يتأثر بالدواء المحتمل.

  • البحث عن عناصر كيميائية مناسبة

بعد تحديد الهدف المناسب داخل الجسم، من المهم عندئذً العثور على عناصر كيميائية مناسبة للارتباط في هذا الهدف لكي تنتج التأثير العلاجي المطلوب من اكتشاف هذا الدواء. لهذا يتم احياناً بفحص الالاف من العناصر كيميائية من اجل معرفة تأثيرها على الجسم وايضاً تأثيرها العلاجي. في نهاية هذه المرحلة وبعد معرفة التأثيرات المحتملة للعناصر المختلفة فان الهدف الأساسي الذي يريده العلماء هو اختيار انسب العناصر العلاجية للمرض المراد علاجه لكي يتم بمتابعة الدراسة بالتفصيل. وفي هذه المرحلة ايضاً يقوم العلماء بالتفكير في كيفية إعطاء هذا الدواء للمريض وما هو الشكل الأخير الذي يمكن لهذا الدواء ان يصنع ويباع في شركات الادوية.

  • اختبار الدواء الاولي

في هذه المرحلة تخضع الجزيئات الواعدة لأول مرة للاختبار. بحيث يقوم العلماء بتقييم كيفية عملية المعالجة للدواء المحتمل من قبل الجسم (كالحركية الدوائية وما هو تأثيرها على وظائف معينة من الجسم). في هذه المرحلة يتم البحث إذا كان الدواء قادراً على أن يصل إلى المكان الذي يجب معالجته بعد ان يمر عبر مجرى الدم، وان لا يكون ساماً. بعد مرور مدة من الوقت يجب ان يكون الدواء قادراً على التفكك من قبل الجسم وتركه مرة اخرى عن طريق البول او البراز. والتقنيات المستخدمة في هذه المرحلة هي عبارة عن نماذج الكمبيوتر والنماذج الحية كالحيوانات الفحص المختبري.

  • اختبار مئات المتغيرات

في هذه المرحلة يتم انتاج واختبار مئات المتغيرات في المواد المتبقية التي نجت مسبقاً مرحلة تحديد والتحقق من الهوية، فأنها سوف تدخل عدة مراحل من اجل تحسينها والتي تجعلها أكثر فعالية واماناً. وهذا يمكن أن يؤدي إلى أن تصبح المادة أقل نشاطًا في الجسم، أو أقل تدخلًا في عمليات الجسم الأخرى، ولكن هذا يقلل من احتمالية حدوث اثار جانبية على مستخدم هذا الدواء.

  • مرحلة ما قبل الاختبار السريري

في هذه المرحلة تصبح الفحوصات بشكل موسع على المواد المتبقية من الاختبارات السابقة، بحيث يقوم العلماء بالاختبارات المختبرية (in vitro) أوبالاختبارات داخل الجسم الحي (in vivo). الاختبارات المختبرية تحدث في المختبر ولكن بدون استخدام الخلايا الحيوانية او الحيوانات المختبرية. الفكرة خلف هذه المرحلة من الاختبارات هو فهم العلماء لعمل الدواء المحتمل او الاثار الجانبية التي من الممكن ان تحصل لدى المرضى.

اكتشاف الادوية
الاختبارات المختبرية

مقالات ذات صلة: صرع الفص الصدغي وعلاقته بالابداع

  • مرحلة الاختبار السريري

ان العلاج المحتمل الذي اجتاز العديد من مراحل الاختبارات والتصفية يجب ان يخضع لاختبار على الانسان لكي يحصل على التصريح بالتصنيع والمزاولة، والغرض من هذا التصريح هو اثبات أن الدواء آمن وفعال. هذه المرحلة تنقسم الى ثلاث مراحل مختلفة من الاختبارات السريرية التي لكل منها أهدافها ومتطلباتها، في هذه المراحل المختلفة، تتعاون شركات الأدوية مع الباحثين والمساعدين في المختبرات والأطباء والممرضين وغيرهم. يمكن أن يستغرق مسار البحث الكامل للدواء بسهولة من ست إلى سبع سنوات.

1.       المرحلة الأولى من الاختبار السريري

في هذه الدراسات من المرحلة الأولى، يتم اختبار الدواء المرشح على الانسان للمرة الأولى. وان الغرض من هذه المرحلة هو اختبار سلامة الانسان. وهذه المجموعة من الناس يجب ان يكونون بحالة صحية جيدة.

2.       المرحلة الثانية من الاختبار السريري

في هذه المرحلة يتم اختبار الادوية المرشحة لأول مرة على المرضى الذي يتراوح عددهم عادةً من مائة الى خمسمائة مشارك. هنا سوف يحصل عدد من المرضى على الدواء المشرح وسيتلقى المرضى الاخرون دواء مختلفاً او مادة غير نشطة (العِلاج الوَهميّ)

3.       المرحلة الثالثة – البحث النهائي

في المرحلة الثالثة من الاختبارات، يتم اختبار الدواء المرشح على نطاق واسع بحيث يشارك فيه آلاف المرضى في مختلف المستشفيات حول العالم، هنا يتم جمع البيانات الإحصائية حول سلامة وفعالية الدواء المرشح الذي يسمح بالأدلاء ببيانات حول فعالية وسلامة الدواء المرشح. كما يوفر ايضاً معلومات حول استخدام الدواء في الممارسة الفعلية والتفاعلات الثانوية المحتملة مع الادوية الأخرى. وهذه المرحلة تعتبر أغلى المراحل في عملية التطوير ويمكن ان تكلف مئات الملايين من الدولارات.

في المرحلة النهائية من عملية اكتشاف الادوية الجديدة تقوم شركات الادوية والعلماء بتقييم البيانات التي تم جمعها من خلال المراحل الثلاثة من الاختبار السريري ويقررون على أساس هذه المعلومات ما إذا كان الدواء المرشح امناً وفعالاً لكي يقوموا بتسجيله رسمياً وبالتالي يمكن للمرضى استخدام الدواء.

إنشاء و ترجمة:-

علي حميد

المصادر:

Kanker.be

Vereniging Innovatieve Geneesmiddelen

Pfizer

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top