geologic time large

الأرض وتغير شكل الحياة في كل حقبة زمنية

في هذا المقال سنتعرف علئ العصور الجيولوجية والانقراضات الكبرئ التي شهدها كوكب الأرض بالأضافة الئ خارطة تفاعلية تمكننا رؤية كل ماسبق من أحداث حتئ يومنا هذا

مرت الأرض منذ نشأتها قبل 4.6 مليار عامًا بتغيّرات هائلة بدءًا من ظهور الحياة على سطحها إلى حوادث هامة كالانقراض الجماعي ولهذا يتطلع الباحثون إلى إدراك ما حدث طوال هذه المدة، لكن كيف يتسنى لهم هذا مع وجود الكثير من الأحداث في تاريخ الأرض؟

ولتفسير تلك الأحداث قام العديد من علماء الجيولوجيا بدراسة الأرض ونشأتها، وتقسيم العصور الجيولوجية التي مرّت بها الأرض إلى عدّة أقسام حسب ما تخللها من أحداث وتطورات، وإنقراض حيوانات وظهور أخرى، فتغيرت أنماط الحياة من عصر جيولوجي إلى عصر جيولوجي آخر. وبذلك اعتمد علماء الجيولوجيا على العوامل الحياتية والمناخية في تقسيم العصور الجيولوجية المختلفة في طول المدة الزمنية.

وكذلك استندواعلى تقويم دولي يُهيِّء لهم الدراسة فاستعانوا ب”المقياس الزمني الجيولوجي” الذي يعتمد على تقسيم الزمن الجيولوجي إلى خمس وحداتٍ زمنيةٍ، بحيث يأتي ترتيبها من أكبرها إلى أصغرها من حيث المدة الزمنية على النحو التالي: دهور، حقب، عهود، فترات وعصور.

يعتمد تقسيم هذه الفئات الزمنية على التغيرات التطورية في السجل الأحفوري، فقد أفادت جاكلين جيل Jacquelyn Gill -وهي أستاذة مساعدة في علم البيئة النباتية والبيئة القديمة بجامعة ماين- بأنه يتم الاعتماد على المستحاثات في عملية التأريخ، فنظرًا لأن نشأة الحياة قد بدأت في وقتٍ مبكرٍ من ميلاد الأرض؛ فمن المُرجّح أن 90% (ما يُقدر ب 3.5 مليار عامًا) من عمر الأرض قد شهد ظهور أشكال الحياة المختلفة؛ مما يعني أن تاريخ الأرض موازٍ لتاريخ الحياة. أضافت جيل فائدةً أخرى لصالح المستحاثات؛ وهي أن مختلف أشكالها الموضَّحة في السجل الأحفوري هي انعكاس للتغيرات البيئية التي طرأت على الأرض، ومن خلال تلك التغيرات نستطيع أن نتبيّن أهم الأحداث في تاريخ كوكبنا.

إن أهم اللحظات الفارقة التي مر بها الزمن الجيولوجي كانت قبل 65 مليون عامًا، وذلك عندما ارتطم كويكب بالأرض؛ وتسبب في انتهاء حقبة الحياة الوسطى بإبادة آخر أنواع الديناصورات (غير الطائرة)، وإعطاء فرصةٍ لبزوغ فجر حقبة جديدة، وهي حقبة الحياة الحديثة ومن الممكن الاستدلالَ على ذلك من خلال دراسة الطبقات الأرضية؛ فعلى سبيل المثال: فإن الخط الفاصل بين الحقبتين هو وجود طبقة غنية بمعدن الإيريديوم؛ وهو أمر نادر بالنسبة للقشرة الأرضية لكنه شائع جدًا في النيازك، وهذا يُثبِت أن دراسةً دقيقةً لطبقة صخرية قد تكفي للمساعدة في تحديد عمرها.(2)

الأزمنة الجيولوجية ,ماهي؟

تشير الأزمنة الجيولوجية إلى أجزاء محددة من التقسيمات الزمنية التي عاشها كوكب الأرض، وهذه الأزمنة المختلفة تستمر بين 10 مليون سنة إلى حوالي 80 مليون سنة، وبناء على هذا تم تقسيم الزمن الجيولوجي إلى أربعة أحقاب رئيسية كبيرة هي: حقبة ما قبل الكامبري، حقبة الباليوزي، حقبة الميسوزي، وحقبة السينوزوي، وكل حقبة من هذه الحقب الأربعة تشتمل على عدة أزمنة جيولوجية، وكل زمن من هذه الأزمنة يتميز عن غيره بشكل حياة مختلف، وفيما يلي توضيح لمظاهر الحياة التي زخرت بها تلك الحقب الأربعة:

حقبة ماقبل الكامبري (Precambrian)

تمتدّ هذه الفترة من حوالي 4.6 مليار سنة، حين بدأ تشكل الأرض، إلى بداية العصر الكامبري قبل 541 مليون سنة حيث يمثل ما قبل الكامبري أكثر من 80 في المائة من إجمالي السجل الجيولوجي،ويعتبر عصر الحياة المبكرة الأولي البدائية حيث ظهرت به الطحالب والفطريات البدائية والرخويات بالبحر وكانت الأرض تتعرض أثناء هذه الحقبة لبراكين مدوية حيث فاضت فوقها أنهار الحمم ثم بدأت الحياة كنقط هلامية ميكروسكوبية في البحار العذبة الدافئة وكانت تنتشر بالبلايين مع موجات البحر واندمجت هذه النقاط الهلامية معا مكونة كائنات حية دقيقة مختلفة الأشكال كالرخويات و هبط بعضها إلى القيعان مكونا نباتات وكونت بعض الرخويات أصدافا ومحارات حول جسمها .

استغرق هذا التطور الأولي لنشأة الحياة على الأرض نحو 3000 مليون سنة، ومن هنا كانت البداية العظمئ لنشوء الحياة فوق الأرض وعلى الرغم من تطور العديد من أشكال الحياة المختلفة والحفاظ عليها على نطاق واسع حيث بقيت الحفريات في الصخور الرسوبية الكامبريّة، فقد كشف رسم الخرائط والفحص التفصيلي لصخور ما قبل الكامبري في معظم القارات عن وجود أشكال حياة بدائية إضافية منذ حوالي 3.5 مليار سنة. (4)

حقبة الباليوزي

امتدت بين 543 – 280 مليون سنة سبقت وتتميز بصلابة صخورها النارية التي هي أشد من الصخور الرسوبية التي تراكمت فوقها في طبقات، القديم في الأسفل والأحدث فوقه، وما تحتويه كل طبقة رسوبية من حفريات لحيوانات ماتت ونباتات كانت تعيش في وقت ترسب الطبقات فاصبحت كالكتاب الذي نقرأ فيه تاريخ التطور على الارض حتى وقتنا هذا,و يقسم علماء التاريخ الطبيعي ما مر على الارض من أزمان وأحوال حتى عصرنا هذا إلى 6 عصور رئيسة يضم كل منها مئات الملايين من السنين، بحسب تغير اشكال الحياة على الارض وتغير المناخ وتغير القارات . والستة عصور هي:(4)

الكامبري(Cambrian)

trilobite1
صورة توضح أحافير الترايلوبيت التي وجدت في العصر الكامبري منذ 540-485 مليون سنة

بدأ منذ 540-485 مليون سنة ويطلق عليه عصر التريلوبيتات التي كانت تشبه سوسة الخشب وكان ظهرها مصفحا ولها بطن رخوة وناعمة وعند الخطر كانت تتكوم كالكرة. وقد عاشت حتي حقبة الميسوزي. وفي الكامبري ظهرت أيضا اللافقاريات البحرية كالمفصليات البدائية والرخويات المبكرة والأسفنج وديدان البحركما ظهرت به أسماك فقارية وفي أواخره انقرض 50%من الأحياء بسبب الجليد ومن أحافيره التريلوبيتات.

 

 

الأوردوفييشي(Ordovician)

منذ 485-443 مليون سنة ظهرت فيه النباتات الأولية فوق اليابسة، كما ظهرت الشعاب المرجانية والأسماك البدائية والحشائش المائية والفطريات الأولية.ومنذ 430 مليون سنة ظهرت قنافذ ونجوم البحر بين حدائق الزنابق المائية الملونة وبينها ظهرت كائنات بحرية لها أصداف وأذناب تحمي بها أنفسها.

قد يعجبك ايضاا:

كم يبلغ عمر الارض؟ و على ماذا أستند العلماء في تقديره و حسابه؟

سيلوري(Silurian)

منذ 443- 417 مليون سنة وكان فيه بداية الحيوانات فوق اليابسة كالعقارب والعناكب والقرادة المائية وفيه أيضا ظهرت منذ 400 مليون سنة الأسماك ذات الفكوك بالبحر والنباتات الوعائية فوق اليابسة وأهم أحافيره العقارب المائية.

ديفوني(Devonian)

منذ 417-359 مليون سنة وفيه ظهرت منذ 400 مليون سنة بعض الأسماك البرمائية وكان لها رئات وخياشيم وزعانف قوية كما ظهرت الرأسقدميات كالحبار والأشجار الكبيرة ومن أحافيره الأسماك والمرجانيات الرباعية والسرخسيات.

العصر الكربوني(Carbonian)

منذ 359-299 مليون سنة كان فيه بداية ظهور الزواحف وزيادة عدد الأسماك حيث ظهر 200 نوع من القروش. ثم ظهرت الحشرات المجنحة العملاقة وأشجار السرخس الكبيرة.وفي طبقته الصخرية ظهر الفحم الحجري وبقايا النباتات الزهرية بالغابات الشاسعة التي كانت أشجارها غارقة بالمياه التي كانت تغطي أراضيها. فظهرت أشجار السرخس الطويلة وبعض الطحالب كانت كأشجار تعلو وكانت حشرة اليعسوب عملاقة(ميغانيورا (بالإنجليزية: meganeura)‏ هو جنس من الحشرات المنقرضة من العصر الكربوني ، وهي تتشابه وترتبط في الوقت الحاضر باليعسوب  مع أبعاد أجنحتها التي تصل إلى 65 سم عرضا و 25.6 طولا وتم تفسير هذه الضخامة من خلال ارتفاع نسبة الأكسجين في الهواء (ضعف المستوى الحالي ، أي ما يقرب من 40 ٪)(6) وكانت الضفادع في حجم العجل وبعضها له 3عيون وكانت العين الثالثة فوق قمة الرأس وتظل مفتوحة للحراسة.

 

Meganeura
حشرة اليعسوب عملاقة(ميغانيورا meganeura)‏ هو جنس من الحشرات المنقرضة من العصر الكربوني

 

 

العصر البرمي(Permian)

منذ 299- 248 مليون سنة وفيه زادت أعداد الفقاريات والزواحف وظهرت فيه البرمائيات وانقرضت فيه معظم الأحياء التي كانت تعيش من قبله وفيه ترسبت الأملاح بسبب ارتفاع حرارة الجو.

 

حقبة الميسوزي

بدأت الحقبة منذ 252 مليون سنة واستمرت حتى 66 مليون سنة، حيث كانت هذه الأزمنة الجيولوجية مليئة بالحياة والتغيير، وخلالها ظهرت أنواع جديدة كثيرة من الكائنات الحية، بما في ذلك الأنواع التي لا تزال تجوب الأرض اليوم، و منذ أن امتدت هذه الحقبة إلى فترة زمنية كبيرة حدثت خلالها العديد من التغييرات، كانت الأرض خلال تلك الأزمنة الجيولوجية مختلفة تمامًا، وقد تم العثور على حفريات من نفس الديناصورات وغيرها من الكائنات الحية في عدة قارات ، مما يثبت أن جميع الكائنات الحية على الأرض كانت تعيش في قارة واحدة. وهذه الحقبة يتم تقسيمها إلى ثلاثة عصور، وهي :

العصرالترياسي(Triassic)

إمتد فيما بين 250 – 180 مليون سنة، وفيه كانت زيادة أعداد الديناصورات.

العصرالجوراسي(Jurassic)

ويطلق عليه عصر الديناصورات العملاقة، وقد ظهر منذ 181-135 مليون سنة، وفيه سادت الديناصورات الأرض بعد انقراض أنواع عديدة من الأنواع الأخرى.

العصر الطباشيري(Cretaceous)

هذا العصر يطلق عليه العصر الكريتاسي، وقد ظهر منذ 135 – 23مليون سنة، وهو العصر الذي انقرضت فيه الديناصورات.

 حقبة السينوزوي

وتعتبرحقبة الحياة الحديثة، بدأت منذ حوالي 65 مليون سنة وتستمر حتى الوقت الحاضر، حيث وصلت إلى نهاية ذيل حدث انقراض الطباشيري-الباليوجيني في نهاية الفترة الطباشيرية التي قضت على الديناصورات غير الطيرية المتبقية، حيث شهدت تلك الحقبة انقراض آخر الديناصورات غير الطائرة مما سمح بالتنوع الضخم في الثدييات، وتمّ تقسيم الأزمنة الجيولوجية التي تنتمي إلي السينوزوي لفترتين متاليتين، وكل فترة منهما تم تقسيمها إلى عصور مختلفة

فالفترة الأولى التي يطلق عليها فترة الزمن الثلاثي(Tertiary) تنقسم إلى خمسة عصور، والفترة الثانية يطلق عليها فترة الزمن الرباعي وفيما يلي تقسيم كل واحدة منهما:

فترة الزمن الثلاثي (Tertiary)تمتد هذه الفترة بين 66 مليون و 23 مليون سنة، ويعدّ أكثر ما يميزه الوقت الذي تنوعت فيه الثدييات في أعقاب حدث انقراض العصر الطباشيري، وفيما يلي الأزمنة الجيولوجية التي تنقسم إليها فترة الزمن الثلاثي:

العصر البليوسيني(Paleocene): وقد ظهر هذا العصر منذ 65-54 مليون سنة وفيه ظهرت الثدييات الكبيرة كحيوان البرنتوثيريا الذي كان له صوت مرعب وأسنانه في فمه الذي كان يطلق ضوءا مخيفا. وكان يكسو جسمه شعر غزير. كما ظهرت الرئيسيات الأولية ومن بينها الفئران الصغيرة وقنافذ بلا أشواك فوق جسمها وخيول صغيرة في حجم الثعلب لها حوافر مشقوقة لثلاثة أصابع.

العصر الإيوسيني(Eocene): وقد ظهر هذا العصر منذ 54-38 مليون سنة، وخلاله ظهرت القوارض والحيتان الأولية.

العصر الأوليجوسيني(Oligocene): يمتد فيما بين 38 – 24 مليون سنة، يتميز بظهور حيوانات طويلة كالزرافة.ولقد وجد به أجداد الأفيال المصرية المنقرضة وظهرت به أيضا ثدييات جديدة كالخنازير البرية ذات الأرجل الطويلة. كما ظهرت القطط وحيوان الكركدن(الخرتيت) الضخم. كما ظهر الفيل المائي الذي كان يشبه فرس النهر وكان فمه واسعا وله نابان مفلطحان.وكانت الطيور كبيرة وصغيرة وكان من بينها النسور والطيور العملاقة التي كانت نشبه النعام إلا أنها كانت أكبر منها حجما. وكانت لا تطير بل تعدو وكان كتكوتها في حجم الدجاحة إلا أنها كانت مسالمة. ووجد طائر الفوروهاكس العملاق وكان رأسه أكبر من رأس الحصان ومنقاره يشبه الفأس وعيناه لاترمشان ويمزق فريسته لأنه كان يعيش علي الدم.

العصر الميوسيني(Miocene): يمتد فيما بين 24 – 5 مليون سنة وفيه عصر الفيلة بمصروفي رسوبياته البترول وظهر به ثدييات كالحصان والكلاب والدببة والطيور المعاصرة والقردة بأمريكا وجنوب أوروبا.

العصر البيلوسيني(Pliocene): يمتد فيما بين 5- 1,8 مليون سنة، يتميز بظهور الإنسان البدائي (أشباه الإنسان) والحيتان المعاصرة بالمحيطات.

فترة الزمن الرباعي(Quaternary) في هذه الأزمنة الجيولوجية غطت طبقات الثلج أقاليم كبيرة من الأرض، ويعتقد بوجود العديد من العصور الجليدية الرئيسة التي دام كل منها عدة ملايين من السنين، وبهذه الفترة تحديدًا ظهر الإنسان العاقل الصانع لأدواته وعاشت فيه فيلة الماستدون والماموث وحيوان الدينوثيريوم الذي كان يشبه الفيل لكن أنيابه لأسفل وحيوان الخرتيت، وهذه الفيلة كانت أذناها صغيرتين حتى لاتتأثرا بالصقيع، كما ظهر القط سايبر توث ذو الأنياب الكبيرة والنمور ذات الأسنان التي تشبه السيف. و ينقسم الئ الأزمنة الجيولوجية:

عصر البليستوسين: يمتد منذ 1,8 مليون -0 1100 سنة، في تلك الأزمنة الجيولوجية كان العصر الجليدي حيث انتشر الجليد في أنحاء عديدة من الكرة الأرضية، وأصبح هناك زيادة هائلة في كمية الأمطار.

العصر الهولوسيني: وقد ظهر هذا العصر منذ 11000 سنة وحتي الآن، وتتميز بالتطور الهائل الذي بدأت فيه نشأة الحضارات.(3)

 

انقراضات كبرئ واجهت كوكب الأرض

لأكثر من 3.5 مليار سنة ، ازدهرت الكائنات الحية وتضاعفت وتنوعت لتحتل كل نظام بيئي على الأرض ، الجانب الآخر لهذا الانفجار للأنواع الجديدة هو أن انقراض الأنواع كان دائمًا جزءًا من دورة الحياة التطوريه ورغم أنّ انقراض الديناصورات، أشهر الانقراضات التي يستحضرها الإنسان، غير أنّ كوكب الأرض شهد خمسة انقراضات كبرى سنتطرق لها فيما يلي :

 

أولاً: الانقراض الأوردوفيشي “السيليوري”

في أيلول (سبتمبر) عام 2003، أعلن فريق العلوم التابع لوكالة “ناسا” تحليله الشامل لفرضية الانقراض الجماعي، وأنّ المتسبب الأوّل لتلك الانقراضات، هو تعرض طبقة الأوزون الأرضية، لإشعاع جاما القاتل، رغم ندرة تواجده في نطاق مجرة درب التبانة، إلّا أنّ هذا ما تسبّب قبل 450 مليون عام، في الانقراض السيليوري، وقد استدل العلماء على هذا الحدث، بوجود رواسب متجلدة عثر عليها في الصحراء الكبرى الواقعة في شمال إفريقيا، البروفيسور الأمريكي، براين توماس، الذي نشر ورقته العلمية في مجلة “رسائل الفيزياء الفلكية”، التي كشفت عن هذا الانقراض، أثبت فيها أنه رغم ندرة أشعة جاما في مجرتنا، إلّا أنّ ما حدث في الانقراض السيليوري سببه تسرب أشعة جاما إلى الأرض، الناتج عن انفجارات نجوم تزيد على كتلة الشمس بما يعادل 15 مرة، وتخلق حزمتين من الإشعاع بشكل متعاكس، يمكن لأحدهما أن تتسرب إلى الفضاء، وهو ما يرجح توماس حدوثه في هذا التوقيت؛ حيث إنّ تسرّب الإشعاع لمدة عشر ثوانٍ إلى الأرض، تسبب في الانقراض. ويرجح العلماء؛ أنّه في هذا التوقيت كانت الكائنات الحية البحرية أكثر تعقيداً، ونتيجة التغير الملحوظ في نظائر الكربون والأكسجين، بعد تسرّب الأشعة فوق البنفسجية، حدث نقص كبير في نسب الأوكسجين على الأرض، ما أدّى إلى انقراض نحو 100 أسرة بحرية، وكانت الكائنات في عمق البحر أقلّ تعرضاً للانقراض، ورأى العلماء أنّ العوامل المتسببة في كلّ الانقراضات واحدة؛ “تغيّر مستوى سطح الأرض، التقلبات المناخية الحادة، وأحداث الارتطام، تدمير السلاسل الغذائية، نقص الأوكسجين، والحدّ من عملية التمثيل الضوئي والإنتاجية الحيوية، وإغراق الغلاف الجوي“، وما حدث في هذا الانقراض، إضافة إلى ما سبق؛ هو جنوح قارة “جندوانا”، الواقعة جنوب القارة الجنوبية للكوكب، فوق القطب الجنوبي، وتشكّل القمم الجليدية عليه، منذرة بموت الكائنات البحرية، التي امتدت إلى شمال إفريقيا، لكنّ هذا جاء لصالح كائنات عمق القاع، التي انحسر الأوكسجين لصالحها، ولم تنج من الانقراض سوى تلك الأنواع، التي تعايشت مع ظروف الانقراض، وملأت المنافذ البيئية التي خلفتها الانقراضات 5

 

ثانياً: الانقراض الديفوني المتأخر

حدث هذا الانقراض قبل 347 مليون عام من عمر الأرض، وشهد مرحلتين مهمّتين:

الأولى: “انقراض كيلواسر”؛ الذي تسبّب في فقد 19% من الفصائل الحية بشكل عام، وانقراض 50% من الأجناس.

والثاني: “انقراض هانجنبيرج”؛ وقع في نهاية العصر الديفوني، وهو انقراض جماعي لم يستثنِ أيّ نوع.

ربما مثلت هذه الحقبة من الانقراضات أحد أهم سلالم التطور، بالأخص للكائنات البحرية؛ بحسب تصريح الأستاذة في جامعة بنسلفانيا، لورين سالان، لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، موضحة أنّ انقراضات العصر الديفوني، جاءت على حساب الكائنات الكبيرة الشائعة في ذلك الوقت، لكن على مدى 40 مليون عام بعد الانقراضات، هيمنت سمكات أصغر بكثير على قيعان المحيطات، وأن هذا الحدث منح الأسماك ميزة تطورية؛ حيث أصبحت سريعة التكاثر مقارنة بالكائنات الكبيرة.

 

ثالثاً: انقراض العصر البرمي

وعرف أيضاً بـ “الموت العظيم“؛ لأنّه الموت الوحيد الذي عرفته الحشرات، إضافة إلى طول الفترة التي استغرقتها الأرض لاستعادة الحياة مرة أخرى على سطحها، وإعادة بناء التوازن البيئي.

حدث هذا الانقراض قبل 255 مليون عام؛ حيث تمّ اكتشافه في الصين، عن طريق تحليل الرماد البركاني الموجود هناك، والذي كشف عن حدوث انخفاض عالمي وقتذاك في النظائر المستقرة لعنصر الكربون في الكوكب، مما تسبّب في ارتفاع مطرد في درجات الحرارة، وزيادة ثاني أكسيد الكربون أيضاً، وقد تمّ هذا الانقراض على ثلاث مراحل.

الأولى والثانية؛ تمثلتا في انخفاض الأوكسجين والكربون، وتغيّر مستوى سطح البحر، الناتج عن اضطراب القشرة الأرضية، أمّا الأخيرة فقد شملت اصطدام نيازك متعددة مع ثورات البراكين الضخمة، ونيران الفحم والغاز التي ملأت الغلاف الجوي، ورجح العلماء أنّ هذا الحدث قد وفّر حياة آمنة للفطريات البحرية والبرية، التي زادت زيادة مضطردة، بعد أن تغذت على الحيوانات والنباتات الميتة جراء الانقراض.

شكل العصر البرمي من تاريخ الأرض

 

رابعاً: انقراض العصر الترياسي – الجوراسي

حدث هذا الانقراض قبل 201 مليون عام، وانقرضت فيه قرابة 42% من جميع رباعيات الأرجل الأرضية، وهو ما منح فرصة الهيمنة من قبل الديناصورات على الأرض في العصر الجوراسي، وقد انقرضت 60% من الفصائل النباتية الموجودة نتيجة انفجار واسع من المقاطعة المركزية للمحيط الأطلسي، الذي أدّى لانفصال قارة بانجيا، قرب ألمانيا الحالية.

كان غاز ثاني أكسيد الكربون المتصاعد من الانفجارات البركانية، سبباً في حدوث الانقراض، بينما يرفض فريق آخر من العلماء تلك النظرية؛ لأنّ مجموعة النيازك الفائقة، وهي قسم من الصخور التي تم تأريخ العصر الترياسي من خلالها، لم تحتوِ على أيّ رماد وتدفقات، بركانية أو بازلتية، فوق المناطق التي وقع فيها الانقراض.

 

خامساً: انقراض العصر الطباشيري الثلاثي

 

يعدّ أشهر أنواع الانقراضات ذيوعاً؛ حيث تسبّب في انقراض الديناصورات، في فترة تقدر قبل 65 مليون عاماً على الأرجح، ولم تنقرض الديناصورات فحسب؛ بل يقدر العلماء خسارة من 60% إلى 85% من الكائنات الحية على كوكب الأرض، ولم تنجُ منه سوى الحشرات، وقد اختلفت التفسيرات والنظريات التي قدمها الباحثون لتحديد سبب الانقراض، أشهرها؛ اصطدام كويكب بالأرض أدّى إلى ثورات بركانية، وانبثاق الغازات السامة، التي حجبت ضوء الشمس عن الأرض، مما أدّى إلى توقف عملية التمثيل الضوئي، وموت معظم أشكال الحياة على الكوكب، ورغم شيوع تلك النظرية، إلّا أنّ فريقاً كبيراً من العلماء يرفضها، وبرهنوا رفضهم بحدوث ارتطامات أرضية أكبر من التي حدثت في العصر الطباشيري، ولم تودِ بالحياة، كما أنّ الأحفوريات التي دللت على الانقراض وجدت في عدة بقاع، وحملت توقيتاً مختلفاً، فالفواصل الزمنية وصلت إلى نصف مليون عام.

نظريات عديدة أثيرت بناءً على رفض النظرية الشائعة، منها؛ “تأثير انفجار المستعر الأعظم”، وانطلاق أشعة جاما التي عملت على تآكل طبقة الأوزون، ولكن تمّ دحض هذا الافتراض، وآخرين أرجعوا السبب إلى الانجراف القارّي، حين أخذت القارات في الابتعاد عن خط الاستواء، لتبدأ سلاسل جبلية في الظهور كنتاج لتصادمات الصفائح التكتونية للأرض، ما سبّب الجفاف للعديد من البحار، وهبوط درجات الحرارة 6 درجات مئوية، فهربت الديناصورات نحو خطّ الاستواء لتبقى فترة أطول، ولا تجيب النظرية عن كيفية انقراض المتبقي منها.

هذا وينتظر كوكب الأرض، في تقدير العلماء، انقراضاً جديداً بعد قرابة مئة عام، هذه المرة سيتسبب به الإنسان، الذي أصبح المتسبب الأول في نقص التنوّع البيولوجي، والذي ينذر بالموت الحتمي.

 

خريطة “السفر عبر الزمن” لمشاهدة الأرض منذ 600 مليون سنة

 

أطلق باحثون خريطة تفاعلية جديدة تسمح لك بالسفر عبر الزمن لمشاهدة كوكب الأرض كما بدا منذ ملايين السنين.

وتكشف “خريطة الأرض القديمة” كيف انقسمت القارات وتشكلت من جديد، بينما تقدمت المحيطات وانحسرت عبر 600 مليون سنة من تاريخ الكوكب حيث صُممت الخريطة باستخدام أبحاث أجرتها جامعة ولاية أريزونا الشمالية، حيث تكشف أن البشر “مجرد نقطة في التاريخ”.

وفي حديثه مع MailOnline، قال إيان ويبستر، الذي يعمل الآن في قاعدة بيانات Asterank في Mountain View بولاية كاليفورنيا: “أريد أن يعلم الناس أن للأرض ماض طويل يتحدى الخيال تقريبا. ومر كوكبنا بمراحل عديدة كان فيها مختلفا جوهريا عن يومنا هذا.

يقدم الموقع الإلكتروني مشاهد من الأرض كما بدت منذ 600 سنة مضت، وعندما ظهرت أول حياة متعددة الخلايا من خلال عدة نقاط رئيسية في تاريخ الأرض. كما تسمح لنا الخريطة بالتنقل ذهابا وإيابا من فترة انقراض الديناصورات إلى ظهور أوائل البشر.

كما وتكشف ملخصات كل فترة ما كان يحدث في مراحل مختلفة، مثل الفترة المتأخرة من العصر الترياسي قبل 200 مليون سنة، أو الفترة المبكرة من عصر Cambrian قبل 540 مليون سنة. بالإضافة إلى تكوين Pangea قبل حوالي 280 مليون سنة، عندما تم تجميع كل كتلة الأرض كقارة عظمى واحدة، كانت محاطة بمحيط واحد(Panthalassa).(7)

شاهد ايضا:

لماذا شكل الكواكب اقرب الى الكروي ؟

المصادر

  1. https://sotor.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A_%D9%85%D8%B1%D8%AA_%D8%A8%D9%87%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6#cite_note-G2oMHtzEFv-3
  2. https://nasainarabic.net/main/articles/view/why-geolotic-time-periods
  3. https://sotor.com/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A9
  4. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%82%D8%A8%D8%A9_(%D8%AC%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7)#:~:text=%D9%88%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%B0%D9%84%D9%83%20%D9%8A%D9%82%D8%B3%D9%85%20%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1,%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AE%D9%8A%D8%8C%20%D9%88%D9%83%D8%B0%D9%84%D9%83%20%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20.
  5. https://hafryat.com/ar/blog/5-%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%AA-%D9%83%D9%88%D9%83%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B
  6. https://ar.livingorganicnews.com/are-paleozoic-eras-giant-dragonflies-still-among-us-965746
  7. https://arabic.rt.com/technology/942448-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-600-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%B3%D9%86%D8%A9/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top