ما هو السديم؟ و ما هي انواعه؟
السديم
هو نوع من أنواع الغيوم او الغازات ذات مظهر منتشر و مبعثر معظمها مكونه من غاز الهيدروجين و الهيليوم و الغبار الكوني، يدرس علماء الفلك السدم عن طريق دراسة الوسط البين نجمي او النجوم التي تحيط به، حيث ان بعض السدم لا تصدر الضوء من نفسها و انما تعكس ضوء النجوم الموازية لها.
أن اول من قام بدراسة السدم هو العالم الفلكي ويليام هرشل حيث قام بطرح معلومات جديدة كلياً حول تكوينهم و هو اول من أفترض أن السدم تكونت من النجوم.
ووجد أثناء دراسته للسماء أن هناك المئات من السدم بأنواعها المختلفة منتشرة في الكون، و خلال سبع سنوات من البحث و الرصد تمكن ويليام من تسجيل اكثر من ألفي سديماً، و في سنة 1786 نشر ويليام أول فهرس يتضمن أسماء السدم والعناقيد النجمية بمساعدة شقيقته كارولين هيرشل.
أما بالنسبة الى العالم إدوين هابل فبين أن السبب الوحيد في عدم قدرة دراسة السدم هو ضعف الأدوات المتوفرة في ذلك الحين، حيث طرح هابل نظام تصنيفي يميز السدم المجرية من الغير مجرية و اكتشف العديد من السدم الكوكبية الجديدة و النجوم المتغيرة، ولكن اهم نتيجة لأبحاثه هي المتعلقة بأصل الاشعاع الآتي من السدم المجرية المنتشرة، و درس بعدها طبيعة السدم الواقعة خارج درب التبانة و تركيبها مستخدماً مقراب او تلسكوب هابل الذي يقع اعلى جبل ويلسون.
أنواع السدم و علاقتها بالنجوم:
-
السدم المظلمة
هي سدم مكونة من غبار و غاز كوني تمنع الضوء من العبور من خلالها بسبب كثافتها الشديدة و تحجب بذلك كل ما وراءها، و هي مظلمة لانه لا يوجد قربها ما تعكس ضوءه و هي لا تنتج الضوء، حيث يمكن رصدها بواسطة التباين الحادث على أطرافها التي تعكس القليل من ضوء النجوم القريبة.
امثله على السدم المظلمة:
سديم النسر The Eagle Nebula
الذي يبعد حوالي 7000 سنة ضوئية، وقد جاءت تسميته هذه من شكله الذي يشبه النسر وبالطبع فإن النجوم تولد داخله باستمرار بسبب كونه سديما.
سديم رأس الحصان Horsehead Nebula
لونه داكن لأنه يتكون من غبار كوني يمتص الأشعة، يبعد حوالي 1500 سنة ضوئية عن الارض، كان اكتشافه عن طريق الصدفة في مرصد كلية هارفرد فقد كان شكله غريبا من خلال صور فوتوغرافية حيث قام إدوارد بيرنارد بنشر اول صورة لسديم رأس الحصان عام 1913م، وتعد الآن من أعظم الأجسام الفلكية حيث يبعد عن الارض نحو 1500 سنة ضوئية و يبلغ اتساعه 3سنين ضوئية، ورغم أن اتساعه يعادل ربع اتساع القمر كما نشاهده من الأرض ولكن تصعب رؤيته بالعين المجردة.
سديم الجبار Orion Nebula
هو احد المع السدم المرئية بالعين المجردة في سماء الليل و يقع على بعد ما يقارب ال 1350 سنة ضوئية من الاراض و ينتمي الى مجرة درب التبانة وهو اقرب منطقة للأرض تنشأ منها النجوم الجديدة و ذلك بسبب لكثافه الغازات فيه و ايضاً يكشف السديم عن عملية تكوّن النجوم من سحب من الغاز والغبار، كما اكتشف فيه لأول مرة ما يُعرف بالأقزام البنية وهي مرحلة ما بين الكوكب والنجم (أو ما يعرف بالنجوم الفاشلة) لأنها فشلت في أن تصبح نجوما لصغر كتلتها.
-
السدم الأنعكاسية
هي سدم تشبه السدم المظلمة من حيث طبيعتها، لكنها تلمع نتيجة الضوء المعكوس عليها من النجوم المحيطة بها، حيث تقوم النجوم المضيئة القريبة من السدم بعكس ضوء في المنطقة التي يتواجد فيها الغبار بكميات كبيرة و بما ان ذرات الغبار محتوية على نسبه عالية من الكربون فأنها تعكس الضوء الأزرق بكفاءة اكثر فلهذا تبدو السدم العاكسة باللون الأزرق .
-
السدم الأنبعاثية
وهي نوع مختلف من السدم الذي يولد الضوء بنفسه على عكس بقية السدم التي تعكس ضوء النجوم المحيطة بها، منها السدم الكوكبية التي تشير الى المرحلة الأخيرة من حياة نجم و سميت بهذا الاسم بسبب شكلها الصغير و المستدير ،و تعتبر ايضاً بقايا المستعمرات العظيمة سدم انبعاثية كبيرة جداً ناتجة عن انفجار قوي لنجم عالي الكتلة.
-
سديم السرطان Cancer Nebula
هو بقايا مستعر أعظم كان جون بفيس قد لاحظ هذا السديم سنة 1731، وتطابق موقعه المكتشف مع سجلات تاريخية تعود للحضارات القديمة لموقع نجم لامع ظهر سنة 1054، حيث قيل أن النجم كان لامعًا لدرجة أنه بقي ظاهرًا في وضح النهار طيلة 23 يومًا، وفي الليل طيلة 653 يومًا، وهناك بعض الأدلّة التي تدعم ما قيل بأن شعبيّ “الميمبريس” و “الأناسازي” الامريكيون لاحظوا لمعان النجم وقاموا بتوثيق ذلك في إحدى رسوماتهم.
أقرا ايضاً:
المصادر:
جميل جدا