تلقي الزراعة الحيوانية بثقل كبير على المصادر المحدودة للأرض من الأراضي والمياه والطاقة , ولأجل إيواء 70 مليار حيوان يُربى سنوياً للاستهلاك البشري فأن ثلث سطح الأرض الخالي من الجليد وكذلك ما يقارب ال60 % من مياه العالم العذبة تخصص للثروة الحيوانية . كما أن ثلث إنتاج العالم من الحبوب يستخدم لإطعام الحيوانات , وإن من المتوقع بحلول عام 2050 أن يرتفع معدل استهلاك منتجات اللحوم والالبان إلى 76 و64 % على التوالي .مما يزيد العبء الذي تلقي به الصناعة على موارد الارض . تعد الماشية حتى الان أكبر مصدر للانبعاثات الناتجة من الزراعة الحيوانية. أظهرت دراسة أخيرة بأنه في النظام الغذائي الأمريكي الاعتيادي , يُنتج استهلاك لحم البقر 1.984 باوند من ثنائي أوكسيد الكربون سنوياً. وإن استبدال لحم البقر بالطعام النباتي سيقلل من إنتاج هذا الغاز بنسبة 96% اي إلى 73 باوند من ثنائي اوكسيد الكربون .
إن الزراعة الحيوانية بصورة خاصة :
– مسؤولة عن 5% من انبعاثات غاز ثنائي اوكسيد الكربون بشرية المنشأ .
– تمثل 44% من انبعاثات غاز الميثان بشرية المنشأ , المسبب الأساسي لتغير المناخ مرتبط بالثروة الحيوانية ,اذ ان غاز الميثان اقوى ب43 مرة من ثنائي اوكسيد الكربون على مدى 100 عام .
– تشمل 44% من جميع انبعاثات اوكسيد النيتروز بشرية المنشأ وهو من أقوى الغازات الدفيئة.
– تشكل 75 الى 80 من مجمل الانبعاثات الزراعية .
نسبة ما تنتجه بعض الحيوانات من غاز ثنائي اوكسيد الكربون
نسب انبعاثات غاز الميثان لكل حيوان سنوياً
كما إن تلوث الهواء والماء يمكن إرجاعه بصورة كبيرة الى قطاع الثروة الحيوانية ,والذي يعد اكبر مساهم في تلوث المياه عالمياً, وهو مرتبط ب75% من عمليات قطع الغابات التاريخية في غابات الأمازون المطيرة في البرازيل.
وكذلك ثلث مسببات فقدان التنوع البيولوجي حتى الآن مرتبطة بالزراعة الحيوانية . وفيما يخص تلوث الهواء والمياه, فأن الثروة الحيوانية تنتج من 7 الى 9 مرات مياه مجاري اكثر من الإنسان والتي يُترك معظمها دون معالجة .
كما أنها تسبب تدفق المبيدات الحشرية والمضادات الحيوية والمعادن الثقيلة في أنظمة المياه .
الزراعة الحيوانية مرتبطة ب:
– 55 % من التعرية.
– 60 % من تلوث النيتروجين.
– 70 % من البصمة الغذائية الفسفورية العالمية.
كما تسبب عمليات تربية الحيوانات المكثفة مخاطر إضافية على الصحة العامة للمجتمعات المحيطة , واحتمالية انتشار الأمراض الفيروسية من الحيوانات المريضة الى البشر كما ان الاستخدام المتزايد للمضادات الحيوية يشجع على مقاومة المضادات الحيوية, فضلاً عن مخاطر إدارة السماد الطبيعي غير المسؤولة من قبل المرافق العليا إذ تؤدي الى تطاير المواد البرازية التي قد تصل الى البيوت القريبة وتسبب مشاكل تنفسية , كما ان فضلات الثروة الحيوانية يمكن ان تخترق التربة الى المياه الجوفية وبالتالي تلوث الجداول والأنهار بالنترات ومسببات الأمراض .
إن انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية ارتفعت بنسبة 51% بين عامي 1961 و2010نسبةً إلى زيادة انبعاثات غاز الميثان بنسبة 54% واوكسيد النيتروز من سماد الثروة الحيوانية , كما ان ما يقارب الواحد جيجا طن من مكافئ ثنائي اوكسيد الكربون للأغذية الحيوانية يُهدر عالميا كل سنة.
اذا واصل الاستهلاك العالمي للحوم والالبان السير بهذا النحو فأن القطاع الزراعي يمكن أن يستهلك 70% من مجموع انبعاثات الغازات الدفيئة المسموح بها بحلول منتصف القرن.
لتحقيق الهدف العالمي بتقليص الاحتباس إلى 2co , يجب تخفيض الانبعاثات السنوية من مستويات اليوم البالغة 49 جيجا طن من ثنائي اوكسيد الكربون الى حوالي 23جيجا طن بحلول عام 2050 .وستستخدم الزراعة 20 جيجا طن منهم تاركة ثلاثة فقط لبقية الاقتصاد العالمي .
إن كثافة الغازات الدفيئة الناتجة من النظام الغذائي الغربي العادي يمكن ان تقلل الى النصف بتبني حمية غذائية نباتية كما أن انبعاثات الغازات الدفيئة يمكن أن تُقلل بإتباع طرق ذكية في التعامل مع الثروة الحيوانية , رصد تطبيق السماد باستخدام التكنلوجيا , و تغييرات بسيطة في تخطيط الحقول وغيرها من التقنيات الزراعية الكفؤة .
إن الزراعة الحيوانية تخنق الارض وكلما أغمضنا أعيينا عن هذه الحقيقة كلما حد ذلك من قدرتنا على تغذية أنفسنا .كما ان تناول الكثير من اللحوم ومنتجات الالبان يعرضنا للمرض. إذ يزيد من خطر التعرض لأمراض القلب , النوع الثاني من مرض السكري, وأنواع عديدة من السرطانات (ومن ضمنها سرطان الثدي والكبد والبروستات) والبدانة .
اقرا ايضاً : 6 معلومات في الهندسة بطرق مبسطة
الحقيقة يمكن أن تكون مؤلمة : نحن بحاجة الى تناول كميات اقل من اللحوم والالبان في نظامنا الغذائي وزيادة الأطعمة النباتية اذا أردنا تحقيق أهدافنا المناخية .
ترجمة وانشاء:
سماح صلاح
المصادر:
