لماذا تواصل الأمراض الجديدة الظهور في الصين ؟

إن إنتشار فايروس كورونا (COVID-19) ليس بظاهرة جديدة في الصين ، ففي عام 2003 تفشى فايروس سارس وتحت نفس الظروف وقتل ما يقارب ال800 شخص. كان مصدر إنتشارهما من أسواق الحيوانات البرية سيئة السمعة المعروفة بكونها مصدر محتمل لإنتشار العديد من الأمراض.

تنشأ العديد من الفيروسات التي تصيبنا بالمرض في الواقع من الحيوانات، على سبيل المثال بعض الفيروسات التي تصيبنا بالإنفلاونزا تنقلها الطيور والخنازير كما إن فايروس إيبولا المميت تنقله الخفافيش. وفي حالة فايروس كورونا (COVID-19) توجد أدلة تشير إلى أن الفايروس إنتقل من خفاش إلى حيوان آكل النمل الحرشفي وبالتالي إنتقل إلى البشر.
في حين أن الفايروسات بارعة في الإنتقال بين الكائنات الحية لكن من النادر أن تنتقل الفايروسات المميتة إلى الإنسان لأنها تحتاج إلى كل هذه الكائنات المضيفة (الحيوان والإنسان) بأن تكون في تماس مع بعضها تحت ظروف معينة حتى تنتقل .

سوق ووهان في الصين

هنا يأتي دور سوق ووهان وهو من الأسواق الرطبة، تُذبح فيه الحيوانات الحية وتباع للإستهلاك. يقول بيتر لي وهو بروفيسور وخبير في تجارة الحيوانات في الصين : “لم يكن الأمر مفاجأة على الإطلاق وأعتقد أنه لم يكن مفاجأة للعديد من العلماء” “تُكدس الأقفاص في السوق فوق بعضها البعض والحيوان الذي في الأعلى يتعرض لمختلف أنواع السوائل من فضلات وقيح ودماء الحيوانات وبالتالي تنزل تلك السوائل إلى الحيوانات التي في الأسفل” يوضح ذلك بالضبط كيفية إنتقال الفايروس من حيوان لآخر وفي حال أصبح هذا الحيوان في تماس مع إنسان يمكن أن ينتقل الفايروس إليه واذا انتقل الى أُناس آخرين فيؤدي ذلك إلى تفشيه.

الأسواق الرطبة منتشرة في جميع أنحاء العالم لكن السوق الذي في الصين معروف بشكل خاص لأنه يوفر أنواع مختلفة من الحيوانات ومن ضمنها الحيوانات البرية. أما عن تاريخ هذا السوق : إن السبب بوجود هذا الكم من الحيوانات مجتمعة في السوق يعود إلى قرار أعلنته حكومة الصين منذ عقود مضت. ففي سبعينيات القرن الماضي كانت الصين تتداعى وقد قتلت المجاعة آنذاك مايزيد عن 36 مليون شخص، والنظام الشيوعي الحاكم آنذاك و الذي كان يتحكم بإنتاج الطعام كان يفشل في إطعام ما يزيد عن 900 مليون شخص من شعبه.

اقرا ايضاً مرض السكر 1 هو في الحقيقة مرضين منفصلين

وفي 1978 حين كانت الصين على حافة الإنهيار تخلى النظام عن تحكمه وسمح بالزراعة الخاصة في حين أن الشركات الكبرى سيطرت على إنتاج الطعام الشعبي مثل لحم الخنزير والدواجن وبدأ المزارعين الأصغر بصيد وتربية الحيوانات البرية كطريقة لتوفير مصدر غذاء مستدام لهم لذلك بدأت الحكومة بدعمهم.
لكن في عام 1988 إتخذت الحكومة قرار غير شكل تجارة الحيوانات البرية وهو إعتبار الحيوانات ملكية تعود للدولة. وهذه هي مشكلة القانون الكبرى لأنها إذ اعتبرت الحيوانات كموارد طبيعية هذا يعني أنها شيء متاح للإستخدام لفائدة الناس. كما تضمن القانون تشجيع تدجين وتربية الحيوانات البرية وبذلك ولُدت هذه الصناعة.
وكلما زاد عدد السكان زادت فرصة إنتقال الأمراض عن طريق الحيوانات المريضة، وتربية المزارعين لأنواع مختلفة من الحيوانات البرية عنى فيروسات أكثر في المزرعة، ومع ذلك تمركزت هذه الحيوانات في الأسواق للربح. وبدأت صناعة تربية الحيوانات البرية بالإزدهار وبذلك وفرت غطاء لهذه الصناعة غير القانونية. وستستمر أمراض جديدة بالظهور مالم تجد الصين حلاً لهذه المشكلة.

المصدر:
هنا