sisyphus jeffrey hummel large

الوجودية العصبية Neuroexistentialism

” الوجودية العصبية” هو ما اطلق عليه Gregg D. Caruso و Owen Flanagan  محرروا كتاب ” الوجودية العصبية, المعنى والاخلاق والغاية في عصر علم الاعصاب” ليشيروا بهذا المصطلح الى الاستنتاجات المقلقة التي تتشكل بصورة ادراكية او غير ادراكية جراء الدراسات الحديثة لعلم الاعصاب حول الدماغ البشري التي تؤكد بأن طبيعتنا البشرية ليست بالامر المهم, و باننا لسنا سوى انظمة حيوية معقدة خاضعة لقوانين الطبيعة الفيزيائية والكيميائية.. يجادل علماء وفلاسفة مثل Stephen Hawking بان الانسان مجرد من الروح او من النفس الثابتة ” نحن موجودون ببساطة لاننا موجودون”.. ذرات صغيرة على كوكب صغير في كون لا نهائي, ليجد الانسان نفسه امام معضلات وجودية واخلاقية وبحث عن المعنى.

 لمحة تاريخية

تتمثل الوجودية بثلاث مراحل او موجات رئيسية وتعود اسبقها الى القرن التاسع عشر ويمثلها Nietzsche و Dostoevsky و Kierkegaard وعبروا بطريقتهم المؤثرة عن القلق الوجودي للعيش في عالم لايمتلك قانون الهي يحكمه ويفسر بمنطقية المأزق البشري وقد تبنأ نيتشه بان البشر يفتقرن صفة الحزم لتقبل هذه الحقيقة وقد بدا بذلك عصر العدمية ومن الممكن وصف وجودية الموجة الاولى بانها ازاحة سلطة الكنيسة و التعبير عن قلق تدبير المعضلات الاخلاقية بدون اسس لاهوتية

الوجودية
من رواد فلسفة الوجودية

و في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية والهولوكوست تسائل كٌتاب مثل de Beauvoir وJean-Paul Sartre و Albert Camus عن معنى الوجود بعد ان شهدوا عشرات الملايين من الوفيات واعادة تقويم المفاهيم التي يقدروها, و حافظوا على بصيص من الامل بالمشاريع الليبرالية وبنفس الوقت تسائلوا عن ما اذا البحث عن المعنى والمساواة والعدالة العرقية تتطلب التزاما ثوريا مستمر.

 Neuroexistentialism الوجودية العصبية

هي الاستجابة للانتقاصات التي يمكن ملاحظتها في الصورة الذاتية للفرد سواء ان كانت اسببابها اعادة الترتيبات الاجتماعية و السياسية او تمزيقها وعادة ما تنطوي بخطوتين وهما الاعتراف بالقلق و تحليل اسبابه و محاولة استعادة والبحث عن صورة اكثر املا وايجابية واقل كربا بالصور الذاتية للافراد

ما ندعوه بالوجودية العصبية هو تعبير جديد عن القلق الوجودي بشأن طبيعة الافراد وعلى عكس الموجات السابقة فان الوجودية العصبية لا تعود اسبابها الى مشاكل مع السلطات الدينية كما هو الحال مع الموجة الاولى, ولا سببها الصدمة الناجمة من مواجهة الرعب الاخلاقي لممثلي الدولة ومواطنيها كما في وجودية سارتر و كامو

الوجودية العصبية ناتجة عن تصاعد السلطة العلمية للعلوم الانسانية والصراع مابين الصورة العلمية والصورة الانسانية للفرد, ويمكننا القول بانها القلق حول الطريقة التي يساعدنا بها علم الاعصاب على وجه التحديد في تأمين رسالة داروين التطورية منذ 150 عام وهي المقابل الذي نحصل عليه من تجاوز العلوم الانسانية ( الفلسفة اللغويات والموسيقى الدراسات الادبية التاريخ..) مرحلة الاسطورة الديكارتية شبح في الالة.

الصورة العلمية والصورة الانسانية

تتميز الوجودية العصبية بانها القلق الناتج من تعارض اطراف تختلف بألتزاماتها بطريقة رؤية وتفسير العالم, الوسيلة الاسرع لفهم المشاكل الجذرية للأزمات الوجودية لدى مختلف الثقافات هي التفكير بالصراع مابين الصورة العلمية والانسانية, ان الصراع مابين العلم و الدين معروف بصورة اوسع في الغرب فقد سٌجن Galileo مرتين لادعائه بامتلاك ادلة تجريبية على مركزية الشمس وتوفي في الاقامة الجبرية, وتم قمع عمل  Le Monde Descartes في الفيزياء و علم الفلك بالرغم من امتلاكه ادلة على ثنائية العقل ووجود الروح اما مسألة داروين فهي المنطقة الاكثر شهرة بهذا الصراع التي الى الان يتم الخلاف حول اي نظرية تكوين يجب ان تدرس بالمناهج, هذه القائمة من الالتزامات تعد نموذجية للمؤمنين بالصورة الانسانية:

  1. الارادة الحرة
  2. البشر ≠ الحيوانات
  3. الروح
  4. حياة مابعد الموت
  5. الاخلاق والمعنى متساميان

ان الصورة العلمية هي صورة جوهرية وليست ببساطة مناقضة للصورة الانسانية ومن اجل الشعور بأيجابية هذه الصورة يقرأ المرء اعمال داروين وفرويد والعلوم الطبيعية والاجتماعية المعاصرة والفلسفة وعلم الاعصاب وبهذا النحو هي بديلة للصورة الانسانية, تؤكد ان:

  1. لاوجود لأرادة حرة ميتافيزيقة
  2. يصنف الأنسان من الحيوانات
  3. لاوجود للروح
  4. لاوجود لحياة مابعد الموت
  5. الاخلاق والمعنى ليسوا متسامين
تعرف أكثر: The Manifest Image and the Scientific Image

تاريخيا تمت الاجابة على اسئلة تخص القيم والاخلاق والبحث عن المعنى لاهوتيا او ميتافيزيقيا, ان الصورة الانسانية تصر على ان الانسان ليس من فصيلة الحيوانات, العقل ليس الدماغ, والاخلاق هي متسامية اما الصورة العلمية تنفي جميع هذا الاصرار, وتتضمن الوجودية العصبية هنا وعي تام حول هذا الصراع واعتراف بالقلق الناتج عنه.

3 أفكار عن “الوجودية العصبية Neuroexistentialism”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top